Home Arabia Felix Arabic حرب الجيل الرابع من التطور التكنولوجي بين روسيا وأمريكا عبر أوكرانيا إلى...

حرب الجيل الرابع من التطور التكنولوجي بين روسيا وأمريكا عبر أوكرانيا إلى أين؟

532


Download PDF

بقلم – محمد نصار

شهد العالم خلال الحقبة الماضية تطور كبير وهائل بمجالات الرقمنة الهواتف الذكية ، وتكنولوجيا الاتصالات والإنترنت، وهو تطور كبير بمجال نقل المعلومات وتسجيلها وتصدير مايريد من معلومات وحقائق، وتعد الحرب الروسية – الأوكرانية نقلة نوعية ، كأول حرب يتم استخدام  كل وسائل التكنولوجيا الحديثة من كلا الجانبين من أجل الانتصار بالحرب من جهه، ومن جهة أخرى كسب الرأي العالمي والداخلي.

العدوان الروسي على أوكرانيا هو أول حرب كبرى في أوروبا  تندلع بين دولتين في حقبة الهواتف الذكية القادرة على نقل كل الأحداث، فوسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة تعيد تشكيل أسلوب خوض الحروب، وتشن الحكومة الروسية حربا على ثلاث جبهات: حرب حركية في أوكرانيا، وحرب داخل روسيا حيث يرغب المتظاهرون ضد الحرب في الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانسحاب من أوكرانيا، وحرب لكسب الرأي العام العالمي.

و بذلك التطور العالمي ، فتكنولوجيا المعلومات لها  دور مهم في ثلاثتها،فداخل أوكرانيا، تسجل الهواتف الذكية كلاً من جرائم الحرب وتحركات القوات الروسية وداخل روسيا، يساعد ما تبقى من الشبكات الاجتماعية على تنظيم المظاهرات والتنسيق لإرسال المحامين دعما للمحتجزين، وفي ساحة معركة المعلومات العالمية، تحاول الفيديوهات من الجانبين إقناع البلدان الأخرى بتعجيل أو إبطاء إرسال الأسلحة وفرض (أو المساعدة على إبطال) عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، أما فكرة أن توفر المعلومات ونقصها ذات أهمية في الحرب فهي ليست بجديدة.
وكان كارل فون كلاوزفيتز، صاحب النظريات الحربية الشهير، قد كتب مقالا نُشِر بعد وفاته بعنوان عن الحرب أكد فيه أهمية “ضباب الحرب”. فالحرب تربك التقارير الإعلامية العادية، وتثير مزيدا من أجواء عدم اليقين، ومن ثم، فإن المعلومات التي تقلل – أو تزيد – أجواء عدم اليقين هذه قد تؤثر بشكل كبير على نتيجة الحرب.

وبينما كان دور المعلومات في الحرب مفهوما دائما، أدت الزيادة الهائلة مؤخرا في استخدام خدمة الإنترنت بتقنية الشبكات عريضة النطاق للأجهزة المحمولة وتقدم وسائل التواصل الاجتماعي إلى حدوث تحول جذري في طريقة جمع المعلومات ونشرها.
ووفقا للاتحاد الدولي للاتصالات، لم يكد نصيب الفرد في عام 2007 من الاشتراكات في خدمة الإنترنت بتقنية الشبكات عريضة النطاق للأجهزة المحمولة يزيد على 0,04. وفي عام 2021، بلغ هذا الرقم 0,83، أي أعلى بعشرين ضعفا، وشهدت هذا النمو الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء، فكانت معدلات الاقتصادات النامية 0,006 في 2007 و0,73 في 2021.
وفي روسيا، يزيد هذا الرقم اليوم على واحد صحيح، مما يعني ببساطة أن الجميع متصلون بالشبكة، وأدت خدمة الإنترنت بتقنية الشبكات عريضة النطاق للأجهزة المحمولة إلى مزاحمة نفس الخدمة للأجهزة الثابتة باعتبارها المصدر الرئيسي للحصول على خدمة الإنترنت عالية السرعة.
وكان نمو زيادة نصيب الفرد من الاشتراكات في الخدمة عريضة النطاق باستخدام الأجهزة الثابتة في العالم محدود حيث ارتفع من 0,05 في 2007 إلى 0,17 في 2021.
ونتيجة لتلك الموجه من التطور الكبير، بمجالات التكنولوجيا المتطورة بصورة هائلة، خاصة مع دعم أوربا و أمريكا لأوكرانيا اللوجستي والمادي والاستخباراتي بكافة المجالات ضد روسيا مع دعم الصين الخفي لروسيا سواء تكنولوجي سياسي  ومادي بشراء النفط الروسي ، ورغبة في عمل حلف اقتصادي وسياسي منافس للحلف الأمريكي الأوربي من أجل تكوين  عالم متعدد الأقطاب، وإنهاء عالم القطب الواحد الذي هيمنت عليه أمريكا لثلاثة عقود بعد  انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
لذلك العالم مقبل على حرب اقتصادية كبيرة مع استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية  فأمريكا والحلف الأوروبي يريدها حرب باردة لاستنزاف روسيا اقتصاديا، واضعافها مع مرور الوقت، من خلال الحصار الاقتصادي الذي تريد أمريكا تنفيذه، من خلال برنامج العقوبات الاقتصادية الذي فرضته أمريكا على روسيا، وروسيا من جهة أخرى تحاول إجبار العالم على فرض روسيا كقطب عالمي بالعالم الجديد الذي تريد فرضه من خلال تجويع العالم وأوروبا من خلال وقف صادرات القمح والأعلاف َالذرة ومواد الطاقة  والغاز  إلى أوروبا، وذلك لإخضاع أوروبا والعالم لارادتها .
من ينتصر على من في تلك الحرب، فالعالم مقبل على حرب لاهواده بها، لا أحد يريد الهزيمة، الجميع مستمر من اجل الانتصار على الأخر وطرحه خارج الصراع والمنافسة والتحكم بالعالم .

Print Friendly, PDF & Email

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.