Home Arabia Felix عبد المجيد بركات لـ”نداء بوست”: الإصلاح الشامل في الائتلاف يعني إيجاد آليات...

عبد المجيد بركات لـ”نداء بوست”: الإصلاح الشامل في الائتلاف يعني إيجاد آليات حقيقية للتمثيل فيه

610


Download PDF

نداء بوست- حوارات سياسية- حاوره: أسامة آغي

الائتلاف اليوم في حالة إعادة إنتاج بنيته السياسية والتنظيمية، وهذا يتطلب وضع برنامج إصلاح بعيد المدى، يقارب جميع احتياجات تمثيل هذه المؤسسة للشعب السوري بكل مكوناته الاجتماعية وأطيافه السياسية على أرضية وطنية دون الوقوع في المحاصصات المناطقية أو الطائفية أو الدينية أو الأيديولوجية.

“نداء بوست” وضع أسئلته أمام أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف السيد عبد المجيد بركات، فكان هذا الحوار.

“نداء بوست”: الائتلاف صيغة عمل سياسي وُلدت في ظروف من التوازنات السياسية والإقليمية والدولية، هذه التوازنات اختلفت كثيراً بعد التدخل الروسي لصالح النظام السوري في صراعه مع قوى الثورة. ألم يكن النظام الأساسي للائتلاف معوّقاً لهذه المؤسسة على صعيد اشتقاق سياسات مواجهة متغيّرة ومتعددة تمارسها لمنع النظام من تسويفه لمطالب التغيير وإجباره على القبول بانتقال سياسي في البلاد؟ ألا ترى أن إصلاحات شكلية في النظام الأساسي للائتلاف لن تمكنه من تجاوز عطالته السياسية؟

هاجس الائتلاف التمثيل العادل

يقول أمين سر الهيئة السياسية لائتلاف قُوى الثورة والمعارضة السيد عبد المجيد بركات في إجابته على سؤالنا الأول: “صراحةً، إشكالية التمثيل في الائتلاف، وإشكاليات العضوية إن صحّ التعبير عنها بمستوياتها المختلفة، هي كانت محط نقاشٍ وجدلٍ على مدار سنوات طويلة في الائتلاف”.

ويضيف بركات: “أعتقد أنها كانت إحدى عقبات الانتقال في العملية الإصلاحية من الحالة النظرية إلى الحالة التطبيقية، وأيضاً كانت أحد الهواجس التي يعيشها الائتلاف في كيفية التمثيل العادل والشامل لكل السوريين”.

ويرى: “ربما تكون الظروف الاستثنائية، التي وُلد بها الائتلاف مختلفةً عن الوضع الحالي، وكذلك التعاطي الدولي في تلك الفترة، أثناء ولادته مختلفٌ حالياً، ولكن كان هناك على ما يبدو رغبة سورية دولية إقليمية في إيجاد جسم سوري سريع في تعاطيه مع الحالة السياسية المتغيرة في تلك الفترة”.

ويعتقد بركات أن الائتلاف كان المطلوب منه أن يكون ممثلاً للحالة السورية على المستوى السياسي، وأن يتعاطى مع الملف السوري سياسياً، وفق مبادئ ومقتضيات الحالة السورية، وكانت وظيفة الائتلاف في تلك الفترة هي تمثيل الثورة السورية سياسياً في المحافل الإقليمية والدولية، ولكن بعد فترة فُرضت علينا استحقاقات جديدة، لم تكن موجودة لحظة تشكيله، حيث إن المناطق المحررة أصبحت واسعة أيضاً، هناك إدارة لهذه المناطق، وتشكيلات عسكرية تبرز بشكل كبير كفاعلين على مستوى الساحة الداخلية والساحة الدولية، وهناك تدخلات إقليمية ودولية بدأت تظهر وتكثر في فترة من الفترات”.

ويتابع بركات حديثه فيقول: “لذلك كان هذا الأمر هاجساً داخل الائتلاف في إيجاد آلية تمثيل عادلة وشاملة، إذ إنه أدرك بعد فترة ذلك، بأن يكون هناك صيغة تمثيلية واضحة تناسب الجميع، نتيجة الظروف الاستثنائية التي يعيشها، ونتيجة أيضاً للظروف الاستثنائية التي مرّ بها الملف السوري في كل السنوات الماضية، حيث لم تكن هناك خطوات قادرة على إيجاد صيغة تمثيلية عادلة وشاملة، لذلك تعاطى الائتلاف مع هذه الحالة بشقين.

ويشرح بركات الشقين فيقول: “الشقّ الأول: أن يستمد شرعيته من الاستمرار في تمثيل مبادئ الثورة السورية، والشق الثاني أن يعمل قدر المستطاع على تمثيل الحالة السياسية والمدنية والاجتماعية السورية، وربما يكون الشق الأول فيما يتعلق في تمثيل مبادئ الثورة السورية بشكل كامل، وعدم التنازل عنها، والائتلاف إلى الآن مستمر بهذا الشيء، ولن يكون له دورٌ في أي عملية تنازل على المستوى السياسي، وأيضاً لن يكون هناك قدرة له على إيجاد آلية تمثيلية عادلة وشاملة، بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها”.

ويوضح بركات فكرته أكثر حول التمثيل السياسي في الائتلاف فيقول: “لذلك عمل الائتلاف على أن يكون هنالك صيغة تمثيلية تسمى أحيانا بـ (الديمقراطية التمثيلية)، هذه الحالة تنطبق على المكونات الموجودة داخل الائتلاف، وكل المكونات التي برزت في فترة من الفترات، والمقصد من العملية الإصلاحية هو إيجاد آليات حقيقية للتمثيل داخل الائتلاف لاحتواء الجميع على المستوى السياسي، وأن يكون الجميع مشاركاً في صناعة القرار السياسي، لكي يكون هناك دائرة واسعة تساهم في صناعة القرار السياسي، وداعمة له”.

وبرأي بركات: “كل الحالات السورية السياسية العسكرية والمدنية في آلية تشكيلها يعني استمراريتها وتوحدها وتعاطيها مع الشأن العامّ، لذلك، الحالة العسكرية هي جزء من الحالة السورية، وأن الائتلاف مقتنع بأن يكون للفصائل العسكرية حضور واسع فيه، من أجل أن يكون هناك ارتباط بين الحالة السياسية بالحالة العسكرية، وإبقاء الغطاء السياسي للحالة العسكرية”.

وأضاف: “ربما في فترات لاحقة عندما نصل إلى مصفوفة متكاملة للعمل العسكري ومصفوفة كاملة للعمل الخدمي، وأن التمثيل يختلف في تلك الفترة، إلى الآن، الظروف تفرض نفسها، بأن يكون هناك تكامُل في الحالة السياسية والعسكرية والمدنية أيضاً.

“نداء بوست”: تمتلك الفصائل العسكرية خمسة عشر عضواً في الائتلاف، علماً أن الائتلاف هيئة سياسية يمكنها قبول ممثل عن وزارة الدفاع وليس عن فصائل تنضوي تحت سلطة هذه الوزارة ولو شكلياً. ألا ترى أن هذا التمثيل العسكري الكبير للفصائل يعني أن الائتلاف لا يملك سلطة سياسية على هذه الفصائل؟ وألا ترى أن عدم قدرة الائتلاف على تجاوز هذا الخلل البنيوي هو من جعل الائتلاف ضعيفاً بمعنى التمثيل السياسي لقوى الثورة؟ هل هناك جدية في اعتماد تمثيل لوزارة الدفاع في الهيئة السياسية للائتلاف بدلاً عن تمثيل الفصائل العسكرية؟

صفة الائتلاف التمثيلية قوضت خياراته

يقول بركات في إجابته على سؤالنا الثاني: “أعتقد أن كل أوراق الائتلاف التأسيسية وأدبياته، والقرارات الدولية التي اعتمدته كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، أعطته صفة تمثيلية على المستوى السياسي، وهذه الصفة قيّدت وقوضت) خياراته على المستوى الداخلي، ولم تمكنه من التعاطي مع الاستحقاقات التي فرضت فيما بعد بالشكل الجيد وبالشكل المناسب والمرضي للجميع، لذلك كان تعاطيه مع هذه الاستحقاقات على المستوى الإداري والمستوى التشريعي، والمستوى القضائي، بطيئاً نوعاً ما، وهذا أدى إلى ظهور هذه السلطات بشكل أو بآخر خارج سياقات الائتلاف”.

ويرى بركات، أنه كان للائتلاف ضرورة التعامل مع هذه السلطات التي ظهرت بشكل أو بآخر، لذلك هناك تشكيل الحكومة المؤقتة، ومحاولة إيجاد مصفوفة حوكمية واحدة، من أجل إبراز السلطات الثلاث، لكن في المجمل، نحن لا نعيش في حالة مثالية ولا حالة مستقرة تمكّن الائتلاف من تجاوُز صفته التمثيلية إلى صفته السياسية، والقضائية والتشريعية وحتى الإدارية”.

ويضيف بركات: “رغم أن هناك محاولات واضحة بإيجاد وصفات حوكمة خلال السنوات الماضية، وإعطاء الحكومة المؤقتة دوراً في ترتيب هذه المصفوفات والمصالح، وإعطاء الائتلاف دوراً سياسياً واضحاً، من خلال تخفيف الأعباء الإدارية والخدمية منه”.

لكن بركات يقول: “في المجمل، هذه النقاشات كانت مطولة، وكل هذه القضايا صراحة هي محط اهتمام في العملية الإصلاحية، وأعتقد بأن الوصول إلى الحالة المثالية التي يرغب الائتلاف بالوصول إليها، هي في النهاية، لا تخرج خارج صياغات العمل (الدولاتي) الحقيقي، من خلال إيجاد وإبراز دور السلطات الثلاث، ومن خلال عدم المساس بمبادئ الثورة، وبالصفة التمثيلية للائتلاف.

“نداء بوست”: لو قلنا إن الائتلاف هو الهيئة السياسية للثورة والمعارضة، وإن الحكومة المؤقتة ذراعها التنفيذية في المناطق المحررة. أليس من الضروري أن تكون هناك مرجعية وطنية تمثّل كل الأطياف والمكونات السورية بصفة برلمان مؤقت أو صيغة مؤتمر وطني جامع؟ ألا تعتقد إن الائتلاف يقوم بمهمتين لا يجوز الجمع بينهما (القيادة السياسية والقيادة التشريعية)، وهذا محوٌ حقيقي لقوى الثورة، ومجال لتجاوز المهام وساطتها؟

مؤسسات المعارضة ترهلت

يرى أمين سر الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة أن: “مؤسسة الائتلاف جاءت نتيجة ظروف داخلية على مستوى الثورة السورية، مرتبطة بإيجاد آلية تمثيلية قادرة على تمثيل الملف السياسي لهذه الثورة، وحمل هذا الملف في كل المستويات الإقليمية والدولية، وإيجاد آلية تنظيمية تضبط القوى السياسية والقوى العسكرية والثورية، التي ظهرت في تلك الفترة”.

وأضاف: “قد لا يكون للسوريين دورٌ كبيرٌ في الاختيار، ولكن كان لهم دورٌ كبيرٌ في مباركة هذه الخطوة، والالتفاف حول الائتلاف، وكان هناك مدخلات كثيرة فيما يتعلق بالتعاطي الدولي والإقليمي مع الحالة السياسية السورية، أفضت في النهاية إلى إيجاد الائتلاف كصفة تمثيلية”.

ويعتقد بركات: أنه ما يزال هناك قوى سياسية ومدنية سعت بشكل دائم إلى تمثيل الائتلاف، ولكن مع طول وكثرة المدخلات والمفاجآت على المستوى السياسي، وأن كثرة التفاعلات أدت إلى تحولٍ معظم مؤسسات المعارضة إلى مؤسسات مترهلة على المستوى التنظيمي”.

ويرى بركات: لذلك سعى الائتلاف في هذه العملية الإصلاحية الأخيرة، إلى إيجاد حلول لهذا الترهل، ولإيجاد حلول من أجل فتح الأبواب من أجل التمثيل خاصة”.

لكنه يضيف: “على مدار السنوات الأخيرة، حيث ظهرت قوى سياسية لها تأثير كبير، ومن الضروري احتواء هذه القوى، ومشاركتها أيضاً في صناعة القرار السياسي، وفي توسعة التعاطي مع الحالة السورية، التي بدأت تنضج على المستوى السياسي، وبدأت تنضج على المستوى التنظيمي أيضاً، بعد أن كان هنالك غياب للحالة التنظيمية السياسية في بداية الثورة، فهذا الأمر من أولويات الإصلاح صراحة، والهدف الأساسي للإصلاح هو فتح الأبواب للتعاطي مع الحالة السورية على كل المستويات، وإيجاد آليات للتمثيل وتعزيز هذا التمثيل، وشرعنته إنْ صح التعبير.

“نداء بوست”: الائتلاف مؤسسة لم يخترها السوريون وَفْق ضروراتهم ومطالبهم، بل أتت على قاعدة التوازنات، وهو ما جعل منها بنية مغلقة على ذاتها. كيف يمكن نسف الانغلاق في بنية الائتلاف؟ ما الوسائل والأساليب المساعدة على ذلك؟ وهل هناك أمل في تجاوُز هذا الانغلاق؟

هناك إهمال للهيكلية الإدارية

يقول بركات: “أعتقد بأن انشغال الائتلاف خلال السنوات الطويلة بالملف السياسي، وكل إفرازات هذا الملف، أدى إلى إهمال نقاط مهمة بما يتعلق بالهيكلية الإدارية للائتلاف، وبمكاتبه وخاصة تعاطيه إعلامياً مع الشأن العامّ، وهذا الأمر، ربما يكون ضمن مقتضيات خطة الإصلاح، وضمن حديث ونقاشات طويلة داخل الائتلاف بكيفية خلق أدوات إعلامية جديدة، تكون أكثر سرعة وأكثر تأثيراً وأكثر ربطاً بينه وبين الحالة الشعبية”.

ويعتقد: أن الأمر ليس هو مسؤولية الائتلاف، إنما هو مسؤولية كل القوى الإعلامية مؤسساتها، التي ارتضت في السنوات الماضية أن تكون مراقباً ومتابعة لعمل الائتلاف، لأن هذا الأمر يعطي للائتلاف شعوراً بأن هنالك رقابة سياسية وإعلامية واجتماعية عليه”.

بشكل عام، يتابع بركات قوله: “لا أستطيع القول بأن موظفي الائتلاف جاؤوا ضِمن علاقات شخصية، أو ضِمن وساطات شخصية لأعضاء الائتلاف، لأن المكتب الإعلامي وغيره الكثير من المكاتب مرّ عليه الكثير من الأشخاص، الذين تركوا بطبيعة الحال بصمتهم على هذه المكاتب، ولكن بالمجمل فإن عملية الإصلاح إنْ لم تكن شاملة لكل أجهزة الائتلاف فهي بطبيعة الحالة ربما تكون عملية منقوصة، وإن أهمية التعاطي مع الحالة الإعلامية مهم جداً، وإيجاد خبرات إعلامية تساعد الائتلاف في ردم الفجوة بينه وبين الحالة الشعبية”.

Print Friendly, PDF & Email

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.