الحديث عن الثورة السورية في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقتها، يُظهر أين يقع مسارها وآفاقها، وما الذي ينتظره السوريون من فصل ختامها، هذه الذكرى يختلف السوريون حول التعبير عن الثورة من خلالها.
“نداء بوست” سأل عدداً من الشخصيات من مواقع مختلفة، فكان هذا التحقيق السريع الذي هو أقرب لاستطلاع رأي.
ثورة وأزمة
لعلّ انتقال الصراع من كونه صراعاً بين قُوى الثورة من جهة ونظام الاستبداد من جهة أخرى، إلى مستوى جديدٍ من الصراع، هو المستوى الإقليمي والدولي، حيث تشتبك في معادلة الصراع السوري أجندات إقليمية ودولية لها مصالحها الخاصة، يقف خلفها نظامٌ أرعن، لم يكن يهمه سوى البقاء في سُدّة الحكم.
يقول محمد زكي الهويدي نائب الأمين العامّ لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في تعليقه على مرور أحد عشر عاماً على تفجُّر الثورة السورية: “أنتج انفجار الثورة السورية بعد عشر سنوات أزمةً داخلية، لم يستطع طرفاها (المعارضة والنظام) الحسم لصالح أحدهما، ولم يستطيعا إنتاج تسوية بينهما، هذه الأزمة تحوّلت إلى إقليمية ودولية، إضافةً إلى أنها أزمة داخلية”.
وبرأي الهويدي: “أصبح الخارج هو المتحكم بمساراتها الحالية والقادمة”.
من جانبه يقول الدكتور هشام نشواتي وهو أمريكي من أصول سورية، معارض ومناصر للثورة السورية، وهو رئيس ومؤسِّس منظمة “سورية طريق الحرية” يقول: “بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية المباركة، الثورة السورية مستمرة، والثورات لا تموت لأنها تنبع من رحم المعاناة والاستبداد والشوق للحرية والعدالة الإنسانية، وتنتصر بالإيمان والقلوب الحية، نظام الأسد مصيره إلى زوال وهو في العناية المشددة”.
ويرى نشواتي: أننا مضطرون أن نستمر بإصرار على التحدي، مسلحين بالأمل حتى تحقيق أهداف الثورة السورية في بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية”.
وحول توصيف وضع السوريين بعد أحد عشر عاماً على انطلاقة الثورة السورية، يقول السيد مروان الأطرش المنسق العامّ للكتلة الوطنية الديمقراطية: “أصبح واضحاً أننا نعيش حالة ضياع، وندور في حلقات مفرغة، تعيدنا دوماً إلى نقطة البداية”.
ويرى الأطرش: “أننا بلدٌ محتلّ تتحكم به الدول الأجنبية، لذا لا نجاح لثورة لا جذور ومنظمات سياسية واجتماعية ومدنية منظمة تدعمها”. معتقداً أن المعركة طويلة، ومن هذه الحالة يجب الانطلاق.
الموضوعية ضرورية
أما الأستاذ سليمان الكفيري رئيس المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” فيقول: “بعد تجربة 11 سنة، يجب على السوريين جميعهم في الداخل والخارج أن يكونوا موضوعيين بمراجعة نقدية لتاريخ عمل شَابَهُ الكثير من الإخفاقات”.
وبرأي الكفيري: “إنه إذا لم نضع يدينا على الجرح، ونناقش بعضنا بعضاً، فإننا لن نتجاوز الإخفاقات والأخطاء التي وقعت بها المعارضة السورية سابقاً، ولن نستطيع أن نصل إلى مخرج يهمّ السوريين جميعهم، ولاستعادة القرار والسيادة لا بُدّ من وحدة الشعب السوري”.
من جهته قال زياد الخلف وهو عضو مكتب سياسي في حركة أحرار الشرقية: “عَقْدٌ مضى على الثورة السورية العظيمة، التي تجلّت من خلالها الحقيقة، حتى غدت كالشمس واضحة”.
ويضيف الخلف: “لقد تجلت قوة الإصرار في شعبنا الأبيّ، الذي ما زال رغم التحديات والصعاب والمحن، التي مرّ بها محافظاً على وفائه لدم الشهداء، مطالباً بالحرية للمعتقلين”.
ويرى الخلف أن البعض ظنّ أن مسار الثورة قد انحاز عن هدفه الرئيسي، الذي خرج من أجله الشعب السوري الحر، نقول لهم إن الثمن الذي تمّ دفعه أغلى وأنبل من الجميع، وأعلى شأناً من كل المناصب، ويبقى الأمل بالله وحده ثم بسواعد الأحرار حتى تحقيق النصر وأهداف الثورة”.
الدكتور ميشيل صطوف وهو طبيب ومعارض في المنفى يقول: “الواجب يقتضي الاعتراف بالمسؤولية الذاتية الأولى عن تعثُّر المسار وانحرافاته الفاضحة، والتي تعود إلى سلوكيات وحسابات هياكل المعارضة المستلبة، وإلى حالة قصور وعي ضرورات الفعل الثوري”.
ويرى صطوف: “لزومية المراجعة الوطنية الشاملة للمسار الجاري تصويباً وتجاوُزاً جذرياً، بكل استقلالية مطلوبة لبلورة رُؤى وطنية جديدة تنظيماً وبرنامجاً على ضوء معطيات قضيتنا”.
ويعتقد صطوف أن هذه الرؤية تحتاج إلى مجموعة تفكير إستراتيجي مخلصة مستوعبة ومتكاملة.
السيد سليمان أوسو سكرتير حزب يكيتي الكردستاني في سورية يقول: “حظيت الثورة في بداياتها على دعم أكثر من مئة دولة كأصدقاء للشعب السوري ودعم ثورته، وبسبب التطورات الدراماتيكية على مسار الثورة السورية، أصبحت سورية ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية والدولية لتنفيذ أجنداتهم، وظهور العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة”.
ويضيف أوسو: “يتوجب على كافة أطراف المعارضة إجراء مراجعة نقدية لمسارها، والعودة إلى حاضنتها الجماهيرية، وتمثيل مصالح كل المكونات السورية بعيداً عن العقلية الطائفية والشوفينية”.
Autore Redazione Arabia Felix
Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.