Home Arabia Felix الدكتور برهان غليون لـ نينار برس: لا إطار واحد للمعارضة لأنها خاضعة...

الدكتور برهان غليون لـ نينار برس: لا إطار واحد للمعارضة لأنها خاضعة لوصايات إقليمية ودولية

547
siria


Download PDF

البروفيسور برهان غليون شخصية سورية تجاوز تأثيرها الفكري حدود وطنها، فهو أستاذ في جامعة السوربون، ومدير مركز أبحاثها، وقد اختارته قوى الثورة السورية ليكون أول رئيس لمجلسها الوطني، إذ يمتاز بالقدرة على رصد تطور الأحداث واتجاهاتها.

نينار برس وضعت أسئلتها أمامه عبر فضاء الانترنت، فكان هذا الحوار.

س1: يشهد العالم تغييرات متلاحقة نتيجة شنّ الروس الحرب على أوكرانيا، تداعيات هذه الحرب ستنعكس في جزء منها على القضية السورية.

كيف ترون حجم واتجاهات هذا التغيير في سياسات الدول المنخرطة في الصراع السوري على هذه القضية، وعلى دول المنطقة، وتحديداً الموقف الأمريكي والتركي والروسي بالدرجة الأولى؟.

الخطر الإيراني يزداد

يعتقد الدكتور برهان غليون أن “الحرب الأوكرانية في منعطف كبير، ولا أحد يمكن ان يتنبأ بما سوف تشهده المرحلة القادمة منها، ومن ثم أثر ذلك على القضية السورية”.

ويضيف غليون: “لكن على العموم زادت هذه الحرب من أهمية الوجود العسكري والاستراتيجي الروسي في سورية، بالرغم من أنها اضطرت موسكو لسحب بعض قواتها منها، فهي اليوم نقطة ارتكازها الرئيسية في المنطقة، التي عصفت رياحها بها”.

ويرى غليون أن نتائج ذلك تأتي للأسف “لصالح مزيد من تغلغل الحرس الثوري الإيراني وميليشياته، وكذلك المؤسسات الدينية والشركات الإيرانية في النسيج الوطني السوري”.

منوهاً إلى أن “طهران تشهد أكبر انتفاضة على نظام ولاية الفقيه، بإعلان نسائها التمرد على حكامها الظالمين والفاسدين، وهذا يضعف من شرعية النظام الإيراني ويهزّه، وربما يشعر هو أيضاً بأن أي تنازل في سورية سيزيد من خسارته، ويهدد استقراره بشكل أكبر”.

لكن الدكتور غليون يعتقد “أن ما يواجهه الروس والإيرانيون من مصاعب في سياساتهم الإقليمية يشكل حافزاً للأمريكيين، كي يزيدوا ضغوطهم على الحليفين المعاديين على الأراضي السورية، وفي هذه الحالة يمكن أن ينجم عنه إحياء “للملف السوري” لكن ليس في سبيل الحل، وإنما من أجل فتح جبهة جديدة على طهران وموسكو في سورية، وزيادة الضغط على نظام الأسد، لتقديم بعض التنازلات”.

معتقداً، أي غليون: “لكن أحداً لا يعرف اليوم فيما إذا كان الأمريكيون لا يزالون يفكرون بالقضية السورية في ذاتها، أي بمعزل عن صراعهم مع موسكو وطهران”.

مقراً، “بأن أصدقائنا السوريين في واشنطن، لا يفيدونا كثيراً بمعرفة ما يجري في كواليس الإدارة الأمريكية.

س2: أثبت الصراع في سورية أن قوى المعارضة بكل أطيافها لم تستطع بلورة إطار صراع متكامل المهمات ضد النظام الأسدي، يقود إلى حل سياسي حقيقي عبر أدوات تستخدمها تفرض هذا الحل على النظام الأسدي وحلفه.

هل تعتقدون أن هكذا محور يمكن أن يقوم في ظل هذه المتغيرات التي تجري حالياً في العالم؟، ما الشروط الموضوعية والذاتية لدى قوى الثورة والمعارضة لخلق إطار صراعها؟

المعارضة السورية عاجزة

جواباً على سؤالنا يرى الدكتور برهان غليون أنه: “لا توجد إمكانية الآن، بعد عاماً11 من الصراع، في أن تُعيد القوى السورية المعارضة تنظيم نفسها في إطار واحد، والسبب في ذلك برأيه هو “أنها تخضع جميعاً، أو أكثرها تنظيماً، لوصايات أو تحالفات دولية وإقليمية، لا مصلحة لها في أن تستقل القوى السورية المرتبطة بها بنفسها وتخرج من يدها”.

متابعاً كلامه: “إنما من الممكن أن يتغير الوضع إذا نجح النشطاء في تشكيل فريق صغير من الشخصيات السياسية المعروفة، للتواصل مع بعض العواصم العربية كالرياض والقاهرة وغيرهما، ومعرفة فيما إذا كانت على استعداد لاتخاذ مبادرة جديدة للضغط على الدول الخمس، التي تحتكر النفوذ اليوم في سوريا، وتشجيعها على حلّ خلافاتها، وتخفيض سقف توقعاتها في سبيل فتح نافذة في جدار سجن الشعب السوري، وفكّ أسره، والبدء الجدي بتطبيق القرارات الدولية في إطار التوازنات الراهنة على الأرض السورية، وهي بالأساس توازنات دولية، لن نستطيع التقدم كثيراً من دون وقوف المجموعة العربية بقوة معنا، والمبادرة إلى جانبنا في تحريك القضية ولا شيء يمنع من المحاولة مهما كانت توقعاتنا للنتائج محدودة”.

س3: أفلست الإيدلوجيا التقليدية (القومية – الإسلامية – الماركسية) في فهم بنى المجتمعات العربية ومنها المجتمع السوري، وبالتالي جعلها تقع في فشل قيادة تنمية وطنية حقيقية في البلاد.

هل تعتقدون أن نواة قوى ليبرالية تتشكل الآن داخل وخارج البلاد بإمكانها تصدر المشهد السياسي السوري في المرحلة القادمة؟ وتحديداً الليبراليون الذين يتبنون ما يسمى الليبرالية الاجتماعية؟ كيف تقرؤون المشهد السياسي السوري بعد تغيير بنية نظام الحكم الاستبدادي؟

الليبراليون غير منظّمين

وسألنا الدكتور برهان غليون حول وجود نواة ليبرالية سورية يمكنها أن تلعب دوراً في تغيير حركة الواقع لصالح السوريين فأجاب: “لا توجد بعد قوى ليبرالية منظمة ووازنة، تستطيع القيام بمبادرة وتشجيع المعارضين الآخرين على الالتفاف من حولها لتصدر المشهد، وأي نواة صغيرة مهما كان صدق نواياها ونزاهة أصحابها واستقلالهم لن تستطيع أن تصمد أمام السكاكين، التي ستوجه إليها من أولئك الذين يحتلون مواقع المعارضة في الجيش الوطني، والإدارة، والائتلاف، والذين سوف يرون فيها متعدياً على مصالحهم ومواقعهم المكتسبة، بصرف النظر عن طريقة اكتسابها”.

وبرأيه يعتقد غليون أن: الإيمان بالقيم الليبرالية لا يعني الاخلاص للقضية بالضرورة، ولا القدرة على التعاون مع الآخرين، ولا تجاوز الحساسيات والمنازعات الشخصية على الوجاهة ومناصب المسؤولية والمواقع الأمامية”.

س4: انعقد في واشنطن مؤتمر لأمريكيين من أصل سوري، هدف المؤتمر وضع أسس ميثاق وطني سوري فوق دستوري. هل مثل هكذا مؤتمرات قبل الوصول إلى حل سياسي شامل في سوريا هي في الاتجاه الصحيح؟ أم الأصح أن يتحقق انعقاد مؤتمر وطني سوري جامع وشامل لكل المكونات السياسية، مع بدء المرحلة الانتقالية، مهمته وضع هذا الميثاق الوطني فوق الدستوري؟

لا يمكن عقد مؤتمر وطني حالياً

يعتقد الدكتور برهان غليون أننا “في وضعية شخصيات تبحث عن مؤلف”، لا تنقصنا الشخصيات، ولا النصوص والمواثيق والروايات، ولكن ينقصنا النزول الى الميدان وممارسة العمل”.

مضيفاً: “لا اعتقد أن شروط انعقاد المؤتمر الوطني متوفرة اليوم، أو سوف تتوفر غداً، ولا أن الحاجة الملحة اليوم تتعلق بعقد مثل هذا المؤتمر، الآن أو غداً، ولا تكمن في التوصل الى وثيقة دستورية، وأي وثيقة كانت”.

ويطالب غليون أنه “لا ينبغي ان نعيش في الفراغ بانتظار قدوم المرحلة الانتقالية، التي وعدنا بها قرار مجلس الأمن، بوجود هيئة حكم انتقالي، وحكومة تضم الفريقين المتنازعين، والتي كانت مجرد تصور خيالي لتمرير الوقت”.

معتبراً أنه “لا تسوية ممكنة بين الضحية والجلاد، ولا بين الجرح والسكين، نحن، ونظام حكمنا، وأوضاعنا الاجتماعية والسياسية الأيديولوجية في مرحلة انتقالية الآن، لكن من السيئ الى الأسوأ”.

رافضاً الفكرة المتعلقة بما يسمى ميثاق وطني حيث يقول: “لا يوجد ميثاق وطني دستوري، وميثاق وطني فوق دستوري. هذا كلام لملء الفراغ والتغطية على انعدام القدرة على التقدم والنزول إلى الميدان، أي على التنظيم والتدريب والعمل”.

وفي اعتقاده يرى غليون: “نحن مازلنا نهرب من السؤال المطروح علينا منذ سنوات، (ما العمل لتغيير هذا النظام) ومواجهة المحنة القائمة إذا فشلت المساعي الدولية، وقد فشلت، واستقال وسطاء الأمم المتحدة أو هم على وشك، وانتهت القرارات الأممية إلى الأدراج، تغطيها طبقة سميكة من الغبار؟.

مضيفاً: “ينبغي أن نوقن أننا لن ندخل دمشق لا على يد غويتيرش ولا بايدن ولا أردوغان ولا الخامنئي ولا ليبيد، كلهم يساعدهم أكثر أن نبقى بعيدين عن الحل وعن المكان. وليس من الضروري أن تتوحد جميع الأطراف، ولن تتوحد أبداً، ولا أن تتوافق على ميثاق واحد، ومنذ الآن أصبح لدينا مواثيق عديدة. يكفي أن يشمّر فريق عن ساعديه وينزل إلى الميدان، ويبدأ العمل. وطريق الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. ففي العمل تتوحد الأطراف لا بالمواثيق”.

Print Friendly, PDF & Email

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.